تدفقات صناديق تداول بيتكوين تبلغ أعلى مستوى في 3 أشهر

سجلت صناديق تداول البيتكوين الفورية في الولايات المتحدة أعلى تدفقات يومية لها منذ ثلاثة أشهر، مدفوعةً بتجدد الرغبة في المخاطرة بعد تهديد الرئيس دونالد ترامب بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول.
ووفقًا لبيانات SoSoValue، بلغت التدفقات الصافية لصناديق تداول البيتكوين الفورية، وعددها 12 صندوقًا، حوالي 381.4 مليون دولار أميركي في 21 أبريل، بزيادة تفوق 250% عن تدفقات اليوم السابق، مسجلةً أعلى تدفقات منذ 30 يناير.

وتصدر صندوق ARKB التابع لشركة ARK 21Shares قائمة التدفقات، محققًا 116.13 مليون دولار أميركي، يليه صندوق FBTC التابع لشركة “فيدليتي” الذي سجل 87.61 مليون دولار. كذلك، جذب صندوقا BITB التابع لشركة Bitwise وIBIT التابع لشركة “بلاك روك” تدفقات بلغت 45.08 مليون دولار و41.62 مليون دولار على التوالي، بينما حقق صندوقا HODL التابع لشركة VanEck وEZBC التابع لشركة “فرانكاين تامبلتون” تدفقات بلغت 11.72 مليون دولار و10.1 مليون دولار. كما ساهمت صناديق GBTC وBTC التابعة لشركة “غراي سكايل” بإضافة 36.6 مليون دولار و32.55 مليون دولار على التوالي.

في المقابل، وعلى الرغم من الانتعاش القوي لصناديق تداول البيتكوين الفورية، لم يكن أداء صناديق إيثيريوم جيدًا، حيث واصلت اتجاهها الهبوطي هذا الأسبوع مع تدفقات خارجة بلغت 25.42 مليون دولار، ليصل إجمالي الخسائر خلال ثمانية أسابيع متتالية إلى نحو 910 ملايين دولار.
جاءت هذه التدفقات الإيجابية في أعقاب انعكاس الموجة السلبية التي استمرت أسبوعين، حيث سجلت إضافة صافية بلغت 15.85 مليون دولار الأسبوع الماضي، مما يعكس تحسن الطلب من قبل المستثمرين المؤسسيين.
تزامن هذا الارتفاع مع تجدد انتقادات ترامب لجيروم باول، حيث نشر عبر منصة Truth Social قائلاً: “إقالته لا يمكن أن تتم بالسرعة الكافية”، وذلك عقب تصريحات باول حول تأجيل خفض أسعار الفائدة. كما لمح ترامب إلى رغبته في اتخاذ خطوات تيسير نقدي أكثر تشددًا، مع تقارير تفيد بدراسة فريقه لخيارات قانونية لإقالة باول.

في موازاة ذلك، أدت التوترات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، واستمرار مخاوف التضخم، إلى دفع أسعار الذهب نحو مستويات قياسية جديدة، وسط مؤشرات على أن البيتكوين قد يحذو حذوه كملاذ آمن.
ومع إعادة فتح الأسواق الأميركية في 21 أبريل، ظلت المعنويات السائدة سلبية؛ إذ انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.4%، فيما تراجعت مؤشرات ناسداك وداو جونز بنسبة 2.5%. في الوقت نفسه، تراجع الدولار الأميركي إلى أدنى مستوياته منذ سنوات أمام العملات الرئيسية، مما زاد من توجه المستثمرين نحو الأصول البديلة.
ورغم تراجع الأسهم، حافظت أسواق العملات الرقمية على ثباتها خلال عطلة نهاية الأسبوع. وواصلت بيتكوين ارتفاعها يوم الاثنين، متجاوزةً حاجز 88,500 دولار يوم الثلاثاء، بينما استعادت قيمتها السوقية لتتجاوز 1.75 تريليون دولار أمريكي لأول مرة منذ أواخر مارس.

كما واصل الذهب تسجيل مستويات قياسية، متجاوزًا 3450 دولارًا للأونصة خلال ساعات التداول الآسيوية في 22 أبريل، مع استمرار نزوح رؤوس الأموال من الأسواق التقليدية.
تعليقًا على الوضع، قال كادان ستادلمان، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة كومودو، لموقع crypto.news: إن التدفقات الداخلة إلى صناديق البيتكوين تعكس تحولًا أوسع في سلوك المستثمرين مع استمرار تآكل الثقة في الأنظمة المالية التقليدية.

وأضاف ستادلمان: “العملات الورقية تفتقر إلى قيمة جوهرية، ومع تدهور الثقة في النظام المالي الأمريكي، يتجه المستثمرون نحو أصول مثل بيتكوين”. وأوضح أن سعي ترامب لخفض أسعار الفائدة بشكل حاد وتهديده بإقالة باول يغذيان المخاوف من عدم الاستقرار النقدي، مما يسرع فقدان الثقة في الدولار الأمريكي.
واختتم بالقول إن جميع هذه العوامل تصب في مصلحة بيتكوين، الذي يعتبره الكثيرون ملاذًا آمنًا إلى جانب الذهب والمعادن الثمينة وبعض الأصول الرقمية الأخرى. لذلك، تشهد صناديق بيتكوين المتداولة تدفقات استثمارية قوية، وقد أثبت سعر بيتكوين قدرته على الصمود، حتى في ظل تصاعد الحروب التجارية.