بريطانيا تمنح “التجميد المؤقت” للعملات الرقمية وضعاً قانونياً واضحاً

أصدرت وزارة الخزانة البريطانية تعديلاً قانونياً هاماً يهدف إلى تنظيم قطاع العملات الرقمية بشكل أكثر وضوحاً. يتضمن التعديل توضيحاً بأن تجميد العملات الرقمية، وهو أمر ضروري لشبكات البلوكتشين التي تعتمد على إثبات الحصة المستخدمة لعملات مثل الإيثيريوم وسولانا، لا تخضع للقوانين الصارمة التي تنطبق على مخططات الاستثمار الجماعي.
بموجب هذا التعديل، الذي دخل حيز التنفيذ في 31 يناير، تم تعديل قانون الخدمات المالية والأسواق لعام 2000 بحيث يستثني عمليات التحقق من صحة المعاملات على شبكة البلوكتشين من تعريف “مخطط الاستثمار الجماعي”. هذا يعني أن الشركات التي تستخدم هذه التقنية لن تكون ملزمة بالامتثال لجميع المتطلبات التنظيمية التي تفرض على مخططات الاستثمار الجماعي.

وفي هذا الصدد، علّق محامي شركة Consensys ومدير الشؤون التنظيمية العالمية، بيل هيوز، على التعديلات الأخيرة التي أجرتها الحكومة البريطانية على قوانين الاستثمار،
قائلاً: “هذا تطور إيجابي للغاية بالنسبة لقطاع العملات الرقمية”.
وأوضح “هيوز” في تغريدة له على منصة X بتاريخ 9 يناير أن “الطريقة التي تعمل بها تقنية البلوكتشين لا تجعلها تخضع لقوانين الاستثمار التقليدية، بل هي أقرب إلى مسألة أمن سيبراني”.

إلى ذلك، يأتي هذا التوضيح في أعقاب تعديل قانون الخدمات المالية والأسواق الذي استثنى عمليات التحقق من صحة المعاملات على شبكة البلوكتشين من تعريف “مخطط الاستثمار الجماعي”. مخططات الاستثمار الجماعي هي برامج استثمارية تهدف إلى تحقيق أرباح للمستثمرين، وتخضع لتنظيم صارم في المملكة المتحدة. أما عمليات التحقق من صحة المعاملات على شبكة البلوكتشين، فهي العملية التي تضمن أمان وشفافية المعاملات الرقمية.

عملية التجميد هي آلية تستخدم في بعض شبكات العملات الرقمية، مثل الإيثيريوم وسولانا، حيث يقوم المستخدمون بتجميد جزء من أصولهم الرقمية مقابل الحصول على مكافآت. يتم استخدام هذه الأصول المحجوزة للمساهمة في تأمين الشبكة والتحقق من صحة المعاملات.
يمثل هذا التعديل الأخير خطوة مهمة نحو تنظيم قطاع العملات الرقمية في المملكة المتحدة. ففي نوفمبر 2024، تعهدت وزارة الخزانة بإعداد إطار تنظيمي شامل للعملات الرقمية بحلول أوائل عام 2025. وقد أكدت وزيرة الاقتصاد، توليب صديق، على أهمية إيجاد حلول تنظيمية واضحة لخدمات مثل التخزين المؤقت للعملات الرقمية.
وأشارت صديق إلى أن تصنيف خدمات التخزين المؤقت ضمن إطار مخططات الاستثمار الجماعي ليس أمراً منطقياً، نظراً لطبيعة هذه الخدمات وطريقة عملها. وأكدت على التزام الحكومة بإزالة الغموض القانوني حول هذه المسألة.