“باكباك” تستحوذ على فرع FTX الأوروبي مقابل 32.7 مليون دولار

شهدت منصة العملات الرقمية “باكباك” تطورًا ملحوظًا باستحواذها على فرع FTX الأوروبي، والذي كان محور فضيحة انهيار FTX المدوية في عام 2022. وعلى الرغم من تصدّر باكباك المرتبة 200 على منصة CoinMarketCap من حيث حجم التداول، إلا أن هذا الاستحواذ يمنحها دفعة قوية نحو التوسع.
ويقود “باكباك” حاليًا “تريستان إيفر”، وهو شخصية بارزة سابقًا في FTX، والذي يسعى إلى الاستفادة من خبرته في هذا المجال. تمتلك “باكباك” ترخيص مزود خدمات الأصول الافتراضية من سلطة تنظيم الأصول الإفتراضية (VARA)، وتسعى للحصول على موافقة مماثلة في اليابان بعد جولة تمويل ناجحة جمعت 17 مليون دولار.
يهدف الاستحواذ على فرع FTX الأوروبي إلى تمكين “باكباك” من الاستفادة من ترخيص MiFID II، وهو ترخيص تنظيمي أوروبي مهم. يتيح هذا الترخيص لـ “باكباك” تقديم خدمات تداول أوسع نطاقًا في السوق الأوروبية. ومع ذلك، من المتوقع أن يكون هناك بعض التحديات والتأخيرات في عملية التوسع هذه.

حصل فرع FTX الأوروبي على ترخيص من هيئة الأوراق المالية والبورصة القبرصية (CySEC) منذ سبتمبر 2022، مما أهّله لتقديم خدماته في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي وفقًا لمتطلبات لائحة أسواق الأدوات المالية (MiFID II). وقد تمت الموافقة على استحواذ منصة “باكباك” على هذا الفرع من قبل كل من محكمة الإفلاس وهيئة الرقابة المالية القبرصية.
تخطط “باكباك” الآن لتوسيع نطاق أعمالها في السوق الأوروبية، حيث تستهدف تقديم مجموعة واسعة من منتجات التداول، بما في ذلك مشتقات العملات الرقمية والعقود الآجلة الدائمة، والتي لا تتوفر حاليًا في العديد من المنصات الأوروبية المنظمة.
وفي هذا الصدد، صرح أرماني فيرانتي، الرئيس التنفيذي لمنصة باكباك، قائلًا: “إن الحصول على ترخيص MiFID II يمثل خطوة حاسمة في مساعينا لتوفير منصة تداول موثوقة وشفافة للعملات الرقمية في أوروبا. ونحن نهدف إلى سد الفجوة القائمة في السوق الأوروبية وتلبية احتياجات المتداولين المؤسساتيين والأفراد على حد سواء”.

تمديد تعليق ترخيص FTX في أوروبا حتى مايو 2025

تواجه منصة “باكباك” تحديات كبيرة في مساعيها لتوسيع أعمالها في السوق الأوروبية، وذلك بسبب تعليق ترخيص فرع FTX الأوروبي من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصة القبرصية (CySEC). وقد تم تمديد هذا التعليق عدة مرات، وكان آخرها حتى 30 مايو 2025.
على الرغم من ذلك، تؤكد “باكباك” أنها تعمل جاهدة لاستئناف الترخيص وبدء عملياتها في الربع الأول من عام 2025. ومع ذلك، فإن القيود المفروضة حاليًا تمنعها من تقديم خدمات استثمارية جديدة أو جذب عملاء جدد. وتقتصر أعمالها الحالية على تسوية مطالبات عملاء FTX السابقين.

يأتي هذا الاستحواذ في الوقت الذي جمعت فيه “باكباك” 17 مليون دولار في جولة تمويل، مما يضعها في دائرة الضوء ويجذب اهتمام لاعبين كبار في السوق مثل “كوين بيس”.
وفي هذا الصدد، صرح أرماني فيرانتي، الرئيس التنفيذي لمنصة “باكباك”، بأن تعويض عملاء FTX هو أولوية قصوى للشركة، مؤكدًا على أهمية إعادة بناء الثقة في القطاع.

نظرة على انهيار FTX

شهد قطاع العملات الرقمية في نوفمبر 2022 انهيارًا مدويًا مع إفلاس منصة FTX، إحدى أكبر منصات التداول في العالم. وكشف التحقيق اللاحق أن هذا الانهيار كان نتيجة لسوء إدارة مالي خطير، حيث كانت شركة Alameda Research، وهي شركة تداول تابعة لـ FTX، تستخدم عملة FTT الخاصة بالمنصة بشكل مكثف كضمان لعملياتها التجارية، مما أدى إلى تعريض استقرار المنصة للخطر.
أدى الكشف عن هذه الممارسات إلى فقدان ثقة المستثمرين بشكل كبير، مما تسبب في سحب جماعي للأموال من المنصة. وعندما عجزت FTX عن تلبية طلبات السحب، أعلنت إفلاسها، تاركة فجوة مالية تقدر بـ 8 مليارات دولار.

تم توجيه الاتهام إلى مؤسس FTX، سام بانكمان-فريد، بالاحتيال واختلاس أموال المستثمرين وحُكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا. وقد أظهرت التحقيقات فشلًا كاملًا في الرقابة على عمليات المنصة.
على الرغم من أن FTX قد أعلنت عن تصفية أصولها، إلا أن آثار هذا الانهيار ستستمر في التأثير على قطاع العملات الرقمية لسنوات قادمة. وقد أدى هذا الحدث إلى تشديد الرقابة التنظيمية على منصات الكريبتو، وزيادة الوعي بأهمية الشفافية والمساءلة في هذا القطاع.
تجدر الإشارة إلى أن فرع FTX الأوروبي، والذي كان يحمل ترخيصًا من هيئة الأوراق المالية والبورصة القبرصية (CySEC)، قد تأثر أيضًا بهذا الانهيار. وعلى الرغم من حصوله على ترخيص تشغيل، إلا أن عمليات هذا الفرع توقفت بسبب المشاكل المالية التي واجهتها الشركة الأم.